لحظه



توقفت عن السير وارتفع نظري إلى السماء في خليط من الرهبة والذهول والرعب ... إنها الشمس ولكنها في غير مكانها ... شمس تخرج من الغروب ... هي تلك اللحظة التي تحدثت عنها كل الكتب السماوية ... هي تلك اللحظة التي ينتهي فيها كل شيء ... اللحظة التي ترفع فيها الصحف ولا يقبل من بعدها عمل

ماذا افعل!!! ... وكأن عقلي تجمد من هول الصدمة واخذ يتسرب إلى جسدي ما يشبه الشلل وكأن أطرافي تعلن العصيان ... او ربما هو كابوس ... كل ما اراه حقيقي ولكن الشعور فر من جسدي وتوقفت أفكاري ثم سقطت على ركبتي ولكن رأسي لا تزال معلقه بما اراه في السماء

حاولت الصراخ ولكن بلا طائل حاولت حتى أن انطق الشهادة فلم يتحرك فكي المفتوح على أخره .... حتى وإن نطقتها هل يتقبلها خالقي؟ أم انه فات الأوان ... كنت أستمع إليهم يتحدثون عن تلك اللحظة كنت اقرأ عنها ولكن لم يخطر ببالي أن عيني سوف تراها

عاد بي عقلي الى الماضي وكأنه يعاقبني على ما اقترفته في حق نفسي أخذ يعرض على ذنوبي وكأنه يتشمت بي وكان كل ذنب أراه يصاحبه شعور بالألم في ذلك الجسد الملقى على الأرض بلا أدنى حراك ... كم أتمنى ان يكون حلما او كابوس.

وفجأة يأتي صوت سيارة إسعاف تمر إلى جواري بسرعه وكأنها صفعه على وجهي النحيل ... وبدأت اتجول بنظري على الأرض لأرى ما هو أعجب من الخيال ... توقعت ان أرى الفزع في الوجوه او اسمع صلوات المصلين ... ولكنني لم أرى سوى حيوانات مفترسه على شكل البشر يهاجمون بعضهم البعض بلا رحمه وهم يطلقون صرخات نصر وغيرهم يطلق صرخات حزن وكأن اللغة البشرية تم اختزالها في الصراخ.

حاله من الفوضى وقانون الغاب يسيطر على الجميع ثم شعرت بضربه في مؤخره رأسي ودفئ الدماء يتدفق على أذني ثم ينزل إلى عنقي فسقطت على وجهي وكان اخر ما شعرت به تلك الأيدي المرتعشة التي تعبث بجيوبي بحثا عن شيء ثمين.

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة